غريبُ الدّارِ يا وطني
غريبُ الدارْ
وحيدٌ في مهبِّ الريحِ واﻹِعصارْ
تأكلُ ما زرعتُ النارْ
وتَقذفُني يدُ اﻷَقدارْ
على قممٍ ضَبابيَّةْ
ومليءُ عَناصري الغِثيانْ
أَلوبُ...تلوكُني اﻷَحزانْ
وتُلقيني الى قَعرِ المتاهاتِ الخَريفيَّةْ
بين الموتِ والوَسَنِ
وتسلخُ تاريخي من الزمنِ
وتَترُكنِي
بلا ظلٍ وﻻ أَلوانْ...
ولا كَفَنِ
مضتْ أَزمانْ
وقلبي فوقَ أرْصِفةٍ جليديَّةْ
تُحَوِّمُ حولهُ العُقبانْ
وصُنَّاعُ الحروفِ اﻷبجديةْ
فماتَ الحقُّ واﻹِنسانْ
تكسَّرَ ظلُّ مرآتي على الجُدرانْ
فكانَ الصمتُ والموتُ
وضاعَ الصوتُ والوقتُ
فيا ايوبُ...كيفَ الصبرـُ واﻹيمانْ
فاللَّيلُ فوقَ مدينتِي
سرقَ الحقيقةَ من مصابيحِ النَّهارْ
وعلى حدودِ اﻷبجديةِ
ضاعَ من شَفَتي القَرارْ
وإلى المطارْ
أرسلتُ كل حَقائِبي سِرَّاً
ومارَسْتُ الفِرارْ
تمتصّـُني الساعاتُ...
يَشرَبُني نُعاسُ اﻹِنتظارْ
والذُلُّ يأكلُ جَبهتي
ويَسُدُّ نافذةَ النهارْ
وأنا غريبُ الدارِ يا أيوبُ
أَعياني الفِرارْ
ومراكبي وهمٌ...
وحولي المَدُّ والطوفانْ
وليلٌ ما لَهُ شُطآنْ
ومنذُ دُهورْ
مصيري في كُئوسهمو يدورْ
فوقَ موائدِ اﻷفيونِ والتخديرِ والنسيانْ
وفجري تائهٌ
ما زالَ ينتظرُ اﻷذانْ
نهال نصر