فوق شفاه المغني تموت القصيدة..
(الجزء الثاني)
==========
وَعلى رأسٍِ اﻷَشهادْ
وبِتفويضٍ من كلِّ الصُّمِ...
وكل البُكمِ...وجميعِ العُميانْ
هُولاكُو عادْ
يَزُّفُ وِﻻدةً الشيطانْ
ويُهنيءُ سكانَ الغابةِ
بِسيادةِ قانونِ الغابْ
وتحديدِ السُّكانْ
أَعلنَها حرباً عَشواءَ على اﻹِرهابْ
منَّاهم بالنصرِ وباﻷمنِ..
وبالبطِّ السِّمانْ
فسالَ اللُّعابْ
هَرَعوا من كلِّ اﻷَبوابْ
تلهثُ أعينُهم..تصْطَّكُ اﻷَنيابْ
فَعلى مائدةِ السُّلطانْ
ما لذَّ وطابْ
من كلِّ اﻷصنافِ وكلِّ اﻷلوانْ
هجمَ التَتارْ
بلاطُ الرشيدِ اسْتَجارْ
أحشائي بَقَرتها الثيرانْ
نهشتْ أعضائي العُقبانْ
وقطعانُ الذئابْ
دَكُّوا مَناراتِ الشُّموخِ..
وقلاعَ العُنفُوانْ
عَقَروا كلَّ الجِيادْ
أَحرقوا رأسَ حَمورابي
وذَرُّوهُ رمادْ
على أسوارِ بابِلْ
سرقوا حلمَ الزَّنابقْ
وربيعَ النورِ من حضنِ الحدائقْ
زَرعوا أَرضي قَنابلْ
وأَدوا زغرودةَ اﻷفراحِ
في مُقَلِ الزنابقْ
شرِبوا نخْبَ جراحاتِ اﻷَيامَى والثَّواكِلْ
وأَقاموا فوقَ اَشلائي مَزادْ
***************
صكَّتْ خَدَّيها سامِرَّاءْ
وجهُ النهرينِ احمرَّ حَياءْ
وانتحرتْ غادةُ كربُلاءْ
فوقَ اعتابِ المَرقَدْ
قد أَفزعهمْ هولُ المشهدْ
فالموتُ على أرضي عَربَدْ
وعلى مَقصلةِ اﻷَهواءْ
جرحي النَّازفُ يتجدَّدْ
وتسيلُ دمائي أنهارْ
كم طارقَ تَنعِي !! كم أَطوارْ!!
دمهمْ على الدربِ علامًةْ
تُشعِلُ التاريخَ نار