اعزائ واحبابى واصدقائى سوف اعرض وبشكل دائم سلسله يوميه تتفقد ماحولنا من معانى هى اجدر بالتركيز عليها والعزف على اوتارها لكى لا تذبل وتتلاشى فى خضم هذا الزخم الفكرى والذى يناى بكل ماهو ضرورى ومؤثر فى حياتنا
وسوف نطوق تلك المعانى بالمفاهيم الفكريه والدينيه والمنطقيه والتى لا تبعد كثيرا عن ايقاع حياتنا الشرقيه ،فقد يلجا الكثيرون ان يلجا للثقافه او الفكر الغربى لتناول بعض القضايا التى تخص الفكر الشرقى وهذه هى الطامه الكبرى
ودعونا نكون واقعيين ولا نجنح لخيال اصم ولا مقولات رنانه تبعد باميال عن واقنا الاليم ،فقد افرط الناس فى الخيال الجامح حتى نسوا الواقع الاليم .وعاشو احلامهم فى المسلسلات التركيه والافلام الهنديه والرومنسيات الخرساء فى اغنيات هيفاء
ولنجعلها هى اولى القضايا المطروحه
لماذا يفقد الشباب مصداقيته فى واقعه ويتلهف وبشده الى مشهد تمثيلى خاو من صدق وخاوى من حقيقه .ويترك ماهو واقع وملموس .
اولا ان النزوح الى الخيال المطلق يجعل من حياتنا الفعليه معطله ومبهمه لدى الافراد.انفسهم ويعزلهم تمام العزله عن اسرهم ،وعن جمال الواقع الذى لم يستشعره بالفعل ،لانه لم يعطى لنفسه التعايش معه او تلمسه بحواسه الفعليه والتى تهذبه وتهذب سلوكه اذا ما ادرك معانيها الفعليه .
جميل ان تشاهد ماتحب وجميل ان تراقب وبحب كل مايتم عرضه ،لكن لاتسهب ولا تسترسل بمشاعرك ولاتشهب بعيدا عن كونها وسيله لترفيه او وسيله معرفه لثقافه مختلفه او مشهد فكرى ينعم بمعالحه دراميه لظاهره ما او مشكله ما من الواقع ،لكن تعلمها لا لذاتها او لكونها حاله يحتشى بها ولكن اجعل من نفسك مثلا يحتذى به مع اهل بيتك وحاول ان تتلمس واقعك بما اكتسبته من خبره او فكره لمعالجه واقعك انت فمن الحماقه ان ننسى المشهد ومايهدف اليه ونركز على الممثل وكيف كان بارعا ووسيما وكيف وكيف وننسى جمله وتفصيلا ماحدث وما هو وراء تلك الكلمات وماهى الرساله الفعليه وراء هذا الفيلم او هذا المسلسل ،كما هو حاصل فى مصر والعالم العربى اجمع وه الافتتان بالمطرب وليس بالطرب والاهتمام بالموسيقى وايقاعتها وجهل معن المفرده وتبعاتها من ايقاع ومدلول وعبثا نصفق ونصفق ولا نعطى حتى لانفسنا لحظه لادراك تلك المعانى الراقيه وكان الحياه كلها اختذلت فى الشكل والجسم والحركه والايقاع وهكذا تموت الكلمه بمعانيها وتزهو مطربيها وممثليها وهم انفسهم عاجزين على استيعابها ،وهذه هى شعوبنا تترك المعنى والجوهر وتبحث عن الشكل والمظهر ،فهب ان لديك اناء به سم قاتل ولكن مظهر هذا الاناء جميل ورائع ،فانه يخطف الانظار علما بان محتواه يهدد بنهايه الحياه ،وهكذا نتخلى عن الجوهر بجمال المنظر وتكون المحصله صفر لانه افقد حواسه قيمتها وافقد الجمال بريقه الفعلى والغريب بل البلاهه قمه البلاهه ان هناك الكثير من النساء يختارو ويحكمو وينتخبو حتى رؤسائهم بهذا المنطق الاحمق، الخاوى من الصدق والتعمق ،لمجرد ان الرئيس المرشح وسيم او البدله التى يرتديها شيك او حتى الكرافت شيك ،اى خيال مزيف واى ثقافه حمقاء كهذه يمكن ان تنتج جيلا وتنتج حياه مليئه بالسعاده وهى لا تعيش واقع بل تعيش خيال مفرط ليس له قيمه لانه حدث ام لم يحدث خيال غير انه يحق واقعه ويعيشه بجسده لا بروحه افيقوا ايها الشباب وافيقو ايها البنات فالواقع اجمل وارقى مهما كان مريرا لان فى النهايه انت البطل وانت صاحب الدور الفعلى فيه ولست مجرد شاهد ابله ومجرد مصفق وليس اكثر
اطروحه وفكره وتاليف ايمن غنيم
فى التربيه البشريه