اطروحه فى التربيه البشريه
للكاتب والاديب ايمن غنيم
لا تياس نعم لا تياس
رغم توافر جميع اركانه ورغم انه الاحساس الذى يغمر اوجاعنا ،ورغم انه الاكثر واقعيه لاحلامنا التى تاهت واندثرت وتلاشت ،كاشعه النور فى ظلام واقعنا المرير ،وصارت اغانينا نواحا ،واصبح القبح هو اللون الاوحد لكل تصرفاتنا ،واصبح الفزع والرعب مايغلب على حياتنا ،وتزامنت اهاتنا مع حديثنا واقتلعنا جذور الثقه فيما بيننا ،وراح كل منا يرمى العيب على الاخر ،وبكل امتهان وتبجح يبرئ نفسه ،واصبح سهلا ان ننقد الاخر دون النظر لعيوبنا ،وكاننا نستوفى كل احكام العداله والاستقامه عند الحكم على الاخر ،ونستجدى كل معاني التعاطف وابداء الاعذار عند الحكم على انفسنا،ونعطى الحق لانفسنا ان نمارس الحريه فى التربص بالاخر والقفز على حريته بل ومعاقبته اذا حاول ان يدافع عنها .تلك هى الفوضى العارمه . والظلم باقصى درجاته .
نعم ليس هناك مايدعو للتفاؤل ،وليس هناك مايدعو للحياه البسيطه والتى من اهم مايدعمها الامان والتواصل الاجتماعى الذى يحكمه قوانين بشريه راقيه ،تدعم الاحترام المتبادل ،وتكفل الحياه الكريمه غير الباطشه والتى تعصف بكل المسلمات والبديهيات فى التعامل بين بنى البشر او ابناء المجتمع الواحد.
لكن هناك نافذه لايمكن لا احد ان يغلقها فى وجهك ،مهما عظم بطشه او عظمت هيمنته او علا جبروته او سطوته ،ومهما اشتد ظلمه ومهما ارتبكت واختلت مو ازين الحياه واختلت النظم الحاكمه وغابت المثل عن مالوف حياتنا ومهما اندثرت وتهتكت اسس قيمنا وانهارت دعائم مبادئنا .
نعم نافذه الايمان واعلاء قدره الله على حفظ وتدعيم جنوده وتدعيم من يحفظ سنه الله فى ارضه .وارساء كل مايدعم الخير.
فدعونا نكون من هؤلاء وهم دعاه الخير وهم من يدعو لربهم وسبيله بالموعظه الحسنه وهذا هو المحك
الدعوه للامل وعدم الياس بما هو قادم والخروج من الوادى الضيق الى رحب الحياه بمفهومها الواسع ،حتما ستجد الامل يطارد الملل. وحتما ستجد الاصرار واليقين يفتت صخور الفشل مهما عظم واستغلظ، واغلظ على بسمات الحياه
ومن هنا من اطروحتى والتى هى امتداد للاطروحات السابقه فى تبنى الفكر لرسم المنهاج السوى لحياتنا وجعلها تدور فى فلك الرضا والتسامح وابراز كل ماهو اجابى بداخل النفس البشريه
وسوف اوجز قولى بالاتى
لكى تحفظ نفسك وتناى عن الياس المطلق او الياس الذى يدمر بداخلك ،انسان تحترمه وعزائم مدويه ومتاججه بالانطلاق ، وادراك قيمه القوه رغم مايتعهدها بالاصطدام والهدم والبعد عن احاسيس العجز التى تكبل ابداعاتك ومساهماتك ،فى ان تكون ترس فاعل فى عجله التقدم والرقى، ليس على النحو الفردى ،لكن فاعل لمجتمعك ووطنك ودينك فانت مسؤؤل عن كل هذا .
فقط حارب الضد بالضد ،نعم حارب الياس باللاياس. وحارب الاحباط باللا حباط .ولكن كيف ؟
اذا كانت الدنيا من حولك لا تستجيب لمحاولات الامل فى الحياه ،حاول ان ترى من الظلام نقطه او بصيص من نور وحتما ستهتدى الى نافذه الامل ،واطرقها بكل قوه واصرار كى تستجيب لندائك ودوى بصوتك مهما كان العالم من حولك اصم ،حتما ستجد من يلبى نداك .
واذا افتعلناها على ارض الواقع
فالعمل يداوى البطاله
،والغايه تبرر الوسيله
وانتشار الفضائل تكافح الرزائل
والبسمه تمحو العبوس
والامانى تجدد المعانى
والهجوم يمحو التراجع والخزلان
وادراك النتائج وتحقيقها تهدم الفشل وتبدله الى نجاحات ملموسه
وساحات الواقع تجبر خيالاتنا على التعايش والمبارزه ،مابين خيوط عنكبوتيه ومابين قضبان حديديه تلك هى المعادله
استبدل خيالك الجامح بواقع تفرضه انت وتعيشه
واستبدل كسلك وضياعك باصرارك على ان تكون وسوف تكون
ودع قفازك المزكرش واستخدم فاسك وازرع واحصد واصنع وثابر وقاوم ودافع ثم صافح الحياه .
اطروحه فى التربيه البشريه
للكاتب والاديب ايمن غنيم