اطروحه فى التربيه البشريه
للكاتب والاديب ايمن غنيم
لا تحزن
لكونك مؤمنا بقدر الله ومستسلما راضبا لقضائه، ومبتسما جلدا، بشوش الوجه، لكل مايصيبك من محن ،اومايعترض طريقك من
عثرات الحياه. تلك هى الرساله
نعم لا تحزن
فالحزن فى ذاته تمرد على اراده الله
والحزن يضعنا موضع الضعف ،والذى من
خلاله يجد الشيطان طريقه الى الانبساطيه والاسهاب والاسترسال فى ماهو ابعد من الحزن ،وهو التمرد على واقعك ،واللوم الذى ينتابك حينئذ هو ادعى للاعتراض او الانقلاب على حياتك ،ومحاوله الخروج عن ماهو معتاد لديك ،بدافع من التعزيز لديك فى ان تنتقم لذاتك تاره ومن ذاتك تاره اخرى ،وتدخل فى دوامه المحاسبه والتى تنهك فكرك.وربما تسهم فى اعوجاجه للخروج عن النص المعتاد لديك ،
ودعونا نطلق من هنا دعوه للانبساطيه وتوسيع مدى تحملك بدافع من التعقل تاره وبدافع من العباده تاره ،وبدافع من الرضا والهدوء والتعامل بلباقه شديده اذا احتدمت كل الامور وشطى بك الزمان او اعترضتك الحياه وتعرقلت الخطه التى ارتسمتها لحياتك ودعونى ارسم لكم منهاجا لتخطى كل اسوار الحزن
او بناء اسوار هى اكثر قوه ومتانه لتحيط بها نفسك لكى لا يستطيع الحزن ان يخترق حواجزك .
وبهذا او تلك فهى ابعاد طرف عن طرف .وهو العزل الروحى عن هجمات هى دنيويه وهى ايضا دنيئه اى تحمل الاطماع البشريه او تضعك موضع حسد من قبل اخرين ،فتكون عرضه لحسدهم فيدمرك او يطاردك بعينيه فيصيبك فالخزلان او عدم التوفيق او يتعهد خطواتك خطوه خطوه ،ويرقب كل نجاحاتك فبفسد سعادتك
او يلاحقك عدو او كاره لك ويتعقب مسرى حياتك او يوحل خطواتك الى الرقى او الانطلاق .ويبهت فرحتك ويبهت نجاحك بعداواته ويقلص كل محاولات الانطلاق والتقدم
اوفشل يلاحق كل محاولاتك للنجاح والانطلاقات المهنيه والعمليه التى تخص مجالاتك التى احببت او نهجك الذى قررت
او عدم ايجاد الحياه بالطريقه الورديه الفضفاضه كما كنت تحب اوتطمح ماديا او معنويا كانت ،وتصيبك بالتجهم والعبوس اينما كنت واينما تعايشت ، يطاردك احساس عدم الرضا او القنوط بما هو انت عليه من قصور مادى او قصور ذاتى او قصور فكرى او قصور معنوى .
او اذا مااعترضتك ازمه او مصيبه فى معترك الحياه وزحامها ووقف حيال مستقبلك اناس راحوا يرصدونك ويدعمونك بمحاولاتهم البائسه فى رصد حياتك بفكرهم الانتقامى او ملاحقتك كى يبهتو بريق حلمك ويبهتو لمعان انجازاتك .
او اذا مافقدت عزيز لديك بمفارقته او اذا ما اصابتك فيه مصيبه ،فالحزن هنا واجب شرط ان لا يطيل او يؤدى بك الى الابواب المغلقه مع ربك فى المعاتبه او الاعتراص حتى لحظه الفقدان وايضا لايؤدى بك بالانغلاقيه على نفسك او العدول عن مسيره حياتك
تلك هى الحالات الاكثر تاثيرا فى حياتنا او التى قد تسبب الحزن على حد تعبيرى ،واعرف ان السعاده والحزن من ضمن المعانى التى لاتخضع لمعايير ثابته لانها محوريه وكذلك نسبيه غير انها لها حدود،وحدودها فى طبيعه الشخص ذاته
ولكنى اردت ان اضع للحزن ملامح وفكره كى نستطيع اجتيازها او حتى تخطيها كى لا نضع انفسنا موضع الصدفه فى التفاعل مع أنفسنا او حتى مع غيرنا وحاولت ان احدد وبايجاز تحديد الاسباب او هويه الحزن ومسببيه ،
ذلك لانه من العبث ان ندور حول معانى ونكتب عنها دون الارتقاء بالنغس البشريه لاستيعاب تلك المعانى وادراكها والتعامل بذكاء معها
.تلك هى الادوار الحقيقيه لكل صاحب قلم وفكر وفلسفه ان يدعم الحياه الراقيه التى يعيشها الانسان .
ودعونى اوجز فى قولى ان الحزن هو المرض، هو التذمر، هو القلق، هو التمرد، هو القنوط، هو الخروج عن ذاتك اذا مااستسلمت له .
ولكى تحصن نفسك وحياتك من حزنك او غمك فقط.
اعلو بذاتك عن ذاتك، واناى نفسك عن بشريتك الهزيله والوضيعه ،بطمعها وجشعها وغرائزها وحماقتها واعتراضها ونقمها وارتدائها ثوب الدنيا، والتمتع ببريقها الزائل والرضوخ تحت سطوتها، والامتثال والخصوع لنعيمها اللحظى .
وان جمال الحياه ان تزهد مافيها ولاتقدم على عمل غير الذى تؤمن وتقنع به ولا تركض وراء رزقك فرزفك مكتوب ولا محاله فى ان تزيده او تنقصه . والمرض يطهر كل الاثام فافرح له ولا تعبث ولا تقنط ،والموت حقيقه مهما طالت حياتنا او قصرت
وحتما سوف يجئ وقت الرحيل، لك ولمن تحب ،او تؤاخى او تصادق
والحسد وكل من اراد بك سوءا او ضرر لا محاله لا يصيبك من كرهه او معاداته غير ماكتب لك
،وان قضاء الله وقدره هما مايسعى الجميع لتنفيذهما سواء كان محبا او كارها او حاسدا او طامعا انما هو اداه لتنفيذ اراده الله وفقط .
اقولها. كن كالذى يعهد نفسه ملك لله وامعن هذه المقوله (لله مااعطى ولله مااخذ)
واجعل نفسك فى معيه الله ،فاذا تعايشت هذا المعنى اعلم انك لاتجزع ولا تغضب ولا تحزن ابدا
اطروحه فى التربيه البشريه
للكاتب والاديب ايمن غنيم