نزف من جراح الوطن
ياأيها الوطن الجريح
الأن تتبع كل ريح
تلقيك أيام الهوان
على الموائد كالذبيح
تتمزق الأشلاء منك
كأنها غصن يطيح
وعليك تنهال الأيادي
كي تسوقك للضريح
لا تكترث إنَّا غثاء
قد شغلنا بالمديح
وهمو همو سيف بأيديهم
وليس بوجههم شيئ مليح
نبضاتهم كعواء ذئب
أو نباح الكلب في نهم يصيح
ورؤوسنا روئساءنا هاموا
بحب التاج والعرض القبيح
ولووا فأشقوا أمة
والظلم عندهمو صريح
وعتوا عتو القادرين
وسربلوا بدم المسيح
أضحوا جميعهمو يهوذا
والمسيح الشعب في دمه طريح
وأنا أطوف بناظري
وفي مدائنه أسيح
أرثى لما قد أظلم
الإصباح في وطن فسيح
أرثى لثوب العار حين
يدثر الجسد القريح
أرثى لدجلة والفرات ونيلنا
وأعاتب القلب الشحيح
مازلت تدخر الدماء
وليس في وطني صحيح
فالقدس يصرخ في دجى
الأيام في الزمن الكسيح
هبوا لمسرى المصطفى
هبوا إلى قبر المسيح
هبوا لبغداد التي
ملت عناق المستبيح
ملت سيوف الخزي
كيف النصر للسيف الصفيح
وبكت على السودان
حين يخور كالحمل النطيح
هبوا لسورية التي تتجاذب
الأشلاء فيها كل ريح
وتباع حيث يباع
دين الله في الزمن القبيح
وكأن يوحنا تقدم رأسه
لروافض الفرج القريح
وأنا مللت من الشكاية
ملّني القلم الفصيح
فبكل شبر من تراب
العرب كلب مستريح
يتلو تراتيل الهوان
ويلعق الفرج القريح
والأمة الثكلى تباع وتشترى
في كل يوم كالمسيح
أعداؤها حكامها أحكامها
في واحة التسطيح
الأمة الثكلى تئن من الوهن
وكتابنا يشكو من التجريح
قرآننا أضحى غريبا
والمساجد كل ما فيها يصيح
يشكو مهانته ويشكو غربة
الإسلام في الزمن القبيح
وأنا هنا وبكل ما في القلب
من نبض أصيح
ياأمة الإسلام هبي إنه
وعد من المولى صريح
من مات تُلْحِقُه الشهادة
في جنان الله حتى يستريح
والنصر إن كان الحليف فإنه
عز وليس العز أن تحيا كسيح
العز أن تعلو روؤس العرب
حتى لا تتابع كل ريح
سمير عبد المطلب