أُرِيدُكِ
أُرِيدُكِ هل تعلمين لماذا ؟
لأني مللتُ الرحيلَ الطويلْ
مللتُ الفراقَ بغيرِ إنتهاءِِ
وصوتُ الوداعِ غدا كالعويلْ
ألا تقرأين حديث الأنامل
وليس لها في البيان مثيلْ
تقول أريدك راحاً لروحي
وسراً ليسري بقلبي العليلْ
تقول أريدك لحظةَ قربٍ
تكون بداية عمر جميلْ
تكون هي العمر حتى كأني
أرى مشرق العمر عند الأصيلْ
تََوَحَدَ في البدء والمختتم
وَوَحَدَ ما في العروق يسيلْ
أريدك إنْ ناءَ بي كاهلي
وإن ضاق صدري بحملي الثقيلْ
وإن أغرقتني تباريح روحي
وأصبح قلبي المُعَنّى عليلْ
أريدك أولَ أيآتِ وردي
وأقدس أزكار قلبي الكليلْ
وقِبلةَ نُسْكِي ومقصد ذاتي
ونزعي مني لطهري سبيلْ
تزهدّت في كل شيئ عداكِ
وقلبي إليكِ إشتهاءً يميلْ
وَصُمْتُ لأسمو بروحي إليك
كأني عشبٌ رنا للنخيلْ
وزكيت ذكري بذكركِ فيه
وسامحت فيكِ الزمانَ البخيلْ
أريدك في البدء والمختتم
رفيقة عمرٍ لدربي الطويلْ
ومازلت أضرع دوما لربي
ليجعل فيكِ و منكِ الخليلْ
ويجعل أخر أسفار قلبي
وصولاً لمرفأ عين ظليلْ
أحط عليه الرحال و أغفو
كما تضمم الأيك أحضانَ نيلْ
أريدك روحاً و قلباً و حضناً
به الجمر و الخمر و السلسبيل
أريدك هل تعلمين لماذا ؟
لأنك في كلِ معنى جميلْ.
سمير عبد المطلب
****