قصة "احساس"
فقط هى مجرد ممرضة بسيطة تعمل فى المستشفى الكبير الذى يعمل به..مجرد إمرأة تحبه فى صمت دون كلمة او تصرف غير طبيعى..وكيف لا تحبه ،وهو رغم مكانته ونفوذه ،انسان من اطيب ما يكون يساعد الجميع بلا سبب سوى التقرب من الله...
خرج من بيته غاضب ،ثائر ،بعد شجار سخيف مع زوجته ، وقاد سيارته ،واذ به تحدث له حادثة مفزعة .. فى البداية الكل اجتمع حوله فى اهتمام ،ومع مضى الوقت، الناس انصرفوا عن جسده الغائب عن الوعى ، ومر الوقت وهو فى غيبوبة ،تامة عن الوجود،حتى زوجته مع الوقت ملت زيارته فى المستشفى...
الا هى ظلت جانبه ترعاه كانه قطعة غالية من روحها ،تمسح على جبينه بيدها الناعمة وتمسك يده وتروى له كل شئ تعرفه او تشعر به ،حتى لقبها زملائها فى العمل ب"حارسة الامير النائم"...
ومضت الاعوام وضعف جسده ،وذهبت وسامته ،وهى لازالت جانبه وتحبه اكثر ..وتذكر له كل جميل قام به معها او مع غيرها..
وفى احد الايام دخلت المستشفى ،فاذابها تسمع من احدى زميلاتها فى العمل ان زوجته طلبت فصله عن الاجهزة الطبية التى تبقيه على قيد الحياة، وكان عليها ان تواجه زوجته وجيش من الاطباء المتنمرين..
دخلت عليه غرفته حيث ينام ،فوجدته شبح لرجل كان يوما يضج بالحياة ،فارتصم قلبها العاشق بضلوعها وجلست تحادثه :
"انا أحبك..فلا تتركنى وحيدة بدونك فى هذا الكون ،لم اطمع يوما فى حبك ،ولكنى اطمع فى وجودك بجانبى باى شكل او صورة..انت شئ يخصنى ،انت قدرى .."
وخنقها البكاء فسكتت..
امسكت يده ،فاذا بيده تحاول الحركة فى وهن شديد ،ثم بداء يفتح عينيه تدريحيا...
طار قلبها الذى يحبه من الفرح وذهبت تنادى كل من كان فى المستشفى ليشهد عودته الى الحياة مرة اخرى...
وعندما عادت له وجدت زوجته بجانبه ،والكل يهنى الزوجة وكانها هى صاحبة الانجاز ..واكتشفت انه بعد عودته للحياة انه لا دور لها بجانبه..فالكل تجاهلها ،وكانها لم تفعل شئ..اما الزوجة فكان كل الحب والتقدير لها..وعاد الى الحياة ،وهى لم تقل له كلمة ولم تنتظر منه كلمة..فيكفيها احساسها بوجوده حولها..هذا هو الحب الذى تعرفه...
بقلم/مى الحجار
****************