نهر العسل ــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رأيتكِ يوماً بسفــــح الجــــــبلْ
نظـــرتُ إليـــكِ وكـــلي أمـــلْ
على أن تسيري بنفس الطريقِ
فقلبي إليــكِ مشى ... وارتحـلْ
فحبكِ أصبـــح ... كل كيـــاني
وبُعدكِ أضحى ... يثيــر المللْ
فكيــفَ أوفـــقُ بيـــن حــــياتي
وبين أمورٍ ... تثيــــر الجـــدلْ
فلا الوقتُ ... يمنحُ طول اللقاءِ
ولا العدلُ .يسمح ربط الوصلْ
رميتُ حـــباليَ ... بيـــن يديكِ
وغيركِ ... جاء لشــد الحبـــلْ
فهل أستــــــمرُّ برمي الحـــبالِ ..؟
وإلا غرقتُ ... ببحــــر الفشـلْ
غرستُ جــذوري بأرضٍ لديكِ
فهل ســــــتلاقي جـــذوري بللْ ..؟
وألقيتُ نفسي .. بمرمى العيون
فهل تجدينَ ... لقلـــــــبي محـلْ ..؟
******
سموتُ بحبكِ ... فوق السحاب
وبين النجــومِ ... وحتى زُحــلْ
جمالكِ أضفى ... لقلبي ارتياحاً
وروحي تحبكِ ... منــــذ الأزلْ
وحسنكِ جاء بسحر العيـــــونِ
ووجهكِ ... بدرٌ عليـــنا أطــلْ
وشعركِ ... مثل نسيم الصباح
فيجعلُ مثلي ... يجيــد الغــزلْ
وثغركِ ... مثل زهــور الربيع
سأقطفُ منهُ ... مئــات القبـــلْ
ونهدُكِ ... مثل رحيق الزهـورِ
شهيٌ .. شهيٌ كطعـــم العســلْ
وصدركِ ... كنزٌ بجــوهرتينِ
وفيــــهِ الأنوثةُ ... لا تُحتمـــلْ
وخصركِ . يشبهُ طوق الحرير
كطوْق اليدين ... عليــهِ اكتمـلْ
قوامــكِ ... أجمـــلُ مما رأيتُ
وتمشي خطاكِ كرقص الحجلْ
أحبكِ ... بعد ارتداء القميــص
وقبل القميص . جنوني حصلْ
رأيتكِ ... قبل صـــلاة العـشاءِ
وبعد العشاءِ .. شعوري اكتملْ
فرحتُ أغوصُ .. ببحر النعيـمِ
وأغرقُ نفسي ... بنهر العسـلْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البحر المتقارب