..............حضرة القاضي طفلي.................
دوامة العصر تركضُ بسرعة
تقودنا الى المجهول
ونحن مُنْصَاعون إليها دون تبصُّر
نسيرُ كما يسبر القطيع
الحياة مليئة بالمتناقِضات العجيبة
مُزدحمة بالكذب والنفاق
وليس امامنا إلاّ ملَل الإنتظار
نخافُ من مواجهة الموت الوديع
رُغمَ قُدسيّته المجبولة بروح المصير
تجرّدنا من إنسانيتنا النبيلة
وتنازلت الأقدار عن تجديد هويّتنا كبشر
بعد إن صُرنا على قيدُ الحياة جُثَثٍ هامدةٍ
لا نقوى على مُجارآة الحياة
فأيُّ عُمرٍ نستطيع أن نتباهى به
وماذا نقول لأطفالِنا وأحفادنا
حين نُسألُ على حين غرّه
...........ماذا صنعتم لنا ؟
أليسَ من حقِّهم ان ينتفضوا ضِدّنا
في سبيل الإنتصار لواقعهم المُلبّد بذنوبنا
ويحاكمونا لِتخلّفنا بين الأمم
قابعون بين الصمت والعثُمة
بين التواطؤ والإحساس بالتحرر
تائهين كالسكارى
عُتمةَ الغسق ترخي على المشهد سُدولها
انين الأسئلة تقرع طبولها
دقّة ساعة المحاكمة مُعلنة محاكمتنا
ننتصب واقفين امام حضرة القاضي
في قاعة المحكمة قائلين :
للأسف حضرة القاضي طفلي
لم نحلم بالحياة أبداً
فقط حُلمنا الأشهى
حيث تنتهي بنا الطريق..........................
.............................جمال العامري
--------------------