من كتاب (الثوره على الذات )
للكاتب ايمن غنيم
تعالو بنا نرتقى بمطالبنا وننحى الانانيه وحب الذات ،ونتدارك سويا كيفما تكون الثوره على الشيطان الملازم لذاتك وهو الهوى.
فكثيرون منا من يمتطى جواد الحريه ،وهو مكبل فى مراحيض شهواته ،ويزعم بانه انسان .
وكثيرون منا ،من يعبث حتى بالمسلمات التى لا يقبل سواها العقل او الاستحسان الذى يتفق عليه انماط البشر جمعاء ،فقط لينال زيف شكر وزيف نصر واحساس معدم ،يموت فور ان يبدا وكانه سراب .
تعالو بنا نرى انفسنا فى مراه لاتضلل صاحبها ،وندرك مالنا وماعلينا .نعم نقبل ان تطالب بما لك ولكن افعل ماعليك ،واجعل هذا شعارك فى الحياه ،واجعله الدافع وراء بناء ذاتك ،وتسلح بالخلق ،ودعم اواصر العزيمه فى ذاتك.
من هنا يكون اول لقاء حقيقى مع ذاتك .
ولكن دعونى اوجز . كيف نلتقى بانفسنا وكيف نمعن احاسيس النبل فى ذاتنا وكيف ننهج ونمتثل لتعاليم الله .
ان الدين لم يجئ عبثا ولم ياتى لتلاوه ايات صماء من التعبد واداء المناسك المفرغه من اليقين. وانما اتى ليعلمنا منهاج الحياه .
ان الفطره التى فطر عليها الانسان ،هى فطره نقيه خاليه من الحقد والضغائن ،خاليه من الطمع والانانيه.
وتولد هذه الاشياء فى رحم الظلم وفى غياب العداله الاجتماعيه التى تنظم اسس الحياه .
وكيف لحياه بلا نواه ؟؟
فان اولى مايتطلع اليه الانسان هو الامان .فان لم تشعر بتلك المعانى ،فكيف لك ان ترتقى بنفسك كانسان .
ومن اهم الاشياء التى تشعرك بالامان هى الاذعان والخضوع لقضاء الله ،مهما عظمت درجاته واستفحلت نتائجه ،ايمانا واحنسابا
وان هذا لهو معيار للعزيمه والجلد والصبر والقوه .
فان الله يعلمنا بقضائه،ويربى فينا احاسيس الجلد والمثابره ،حتى يرتقى بنا بنى البشر الى الخلافه فى ارضه ،ولان تكون خليفه الله فى ارضه ،لابد وان تعهد الصدق مع الذات ودعونا نبدا اول ما نبدا بثورتنا على انفسنا ،بهذا المعيار وهو الصدق مع الذات.
وهذا سيكون محور تمركزنا فى المره القادمه تحياتى
من كتاب الثوره على الذات للكاتب ايمن غنيم