قصة/ "من انت؟!" .. بقــلم أ/ مــي الحجــار

قصة/ "من انت؟!"
تقول الاسطورة أن لكل إمرأة ، رجل واحد فقط، خلقت من ضلعه الايسر ، هو وحده من يستطيع العزف ،على أوتار قلبها ، هو وحده يثير أهتمامها .. هو وحده ،قلبها قادر على تميز عطره ،حتى لو كان وسط الف رجل .. وبعض النساء طبقا لتلك الاسطورة ،قد تنتظر هذا الرجل ،الى أن ياتى ،مهما تاخر فى دخول حياتهن ...
كانت القاعة مملؤة ،بالكثير من الناس .. الكل يتضحك ويمرح من حولها .. الكل يحتضر فقط ليسمع منها كلمة ، رضاء أو حتى أبتسامة ، وهى .. ليست هنا ،لاشئ يجذب أهتمامها ،أو حتى نظرها ،الى أن دخل هو القاعة .. ودق قلبها ،وأهتز كيانها .. وقلبها ،تعرف عليه .. أنه هو .. رجل أحلامها ...
نظر لها ،فاشأحت بوجهها ،بعيدا ،حتى لاتكشف ما يحدث لها ، من مشاعر جديدة عليها ..تجتاحها .. أقترب منها ، فتسارعت دقات قلبها ،كغزال بري ،مذعور .. تمنت أن يذهب ،بعيدا عنها ، ولكنه يقترب .. يقترب .. وقلبها يدق.. يدق .. ثم سألها بمنتهى الثقة بالنفس ، أن تاتى معه خارج القاعة ...
كم هو جرئ .. كيف يطلب منها هذا وهو لا يعرفها ،ولم يقابلها من قبل .. ووجدت نفسها تتبعه ،مسلوبة الارادة ،غير قادرة على الرفض ...
خارج القاعة دون مقدمات ،طلب منها أن تاخذ نفس عميق ، وتخرجه ببطئ .. فعلت صاغرة لامره دون مناقشة ..ومن لديه القدرة ،على مناقشة رجلا ،له مثل هذة السطوة التى تظهر فى عينيه ...
قال لها :
"أنت هنا وحدك؟..."
أجابته:
"أنا مع ......."
قاطعها بلهجة مستبدة:
"المهم أنك معى الان .. لقد لاحظت ،أنك غير قادرة على التنفس ،فى الداخل من كثرة الزحام .. "
ردت عليه فى خجل :
"أنا بخير الان..بعد أذنك ،سادخل القاعة الان ..."
وقف فى طريقها ،يمنعها من العودة ، وقال بلهجة امرة:
"ابقى معى ،حتى تتحسن حالتك .. تنشقى بعض الهواء النقى .. "
همت أن تنتزع نفسها ،من بين براثنه ، ولكن هى فعلا لا تريد أن تبتعد عنه ،هى معجبه بكل شئ يخصه .. وكانها تعرفه منذ الابد .. هى لا تفهمى نفسها .. هى ليس من ذلك النوع الذى ،يعجب باى شئ فى طريقه .. ولكن هذا الرجل مميز ،مختلف .. من هو؟؟؟
قطع تفكيرها صوت صديقتها التى أقتربت منهما فى تلك اللحظة ، وقالت :
"أنا سعيدة أن كلا منكما تعرف بالاخر ،دون مساعدتى .."
ثم وجهت الكلام لها ، قائلة:
"ما رأيك فى خطيبى ...ررررررائع اليس كذلك؟.....صنعوا منه، نسخة واحدة لى......"
لم تملك سوى أن تسحب نفسها بعيدا ، عن صديقتها وخطيبها .. لتحتضر ،وكرامتها مصانة...
بقلم/مى الحجار
"كاتبة هاوية"