اطروحه فى التربيه البشريه
للكاتب ايمن غنيم
هناك الكثير والكثير من يطرق ابوابنا وهناك من يبادلنا الزيارات .لكن باذن سابق ،او بدعوه شخصيه منا ،اما ليشاطروا احزاننا او ليشاركو افراحنا . وكل منا ،يسعى ان يكرم ضيفه او يمعن فى استقباله الاستقبال الذى يرقى بصاحبه ويحيى المراسم والطقوس حفاوة وتشريفا لمستقبليه
ولكن هناك زائر ،ياتى بلا موعد سابق وبدون دعوه
ينفذ عبر ستائر ايامنا ، ويخترق كل حواجزنا ويصمت عالمنا الناطق كى يصبح اصم وبلا صدى يدوى فى اركان المنزل ،ويستدعى الالم على ماضى وترقب ماهو قادم .
نعم فعندما ياتى ،
تقف النفوس البائسه ،الملوثه بالاثام والملطخه بالذنوب والجرائم ،حائره تلملم شتاتها ،وتعيد حساباتها ،وتذكر كيف كانت وكيف اصبحت ماعليه .وكم جنيت وكسبت من حطام الدنيا . سوى
ذنوب ملئت عالمها بؤسا وشقاء وحيره وندم
جرائم انهكت قواها ،ودماء لطخت صفحات حياتها ، ورسمت شبح الحياه على مراياها
فعتمت رؤيتها ،
لكل ماهو صائب واندفعت فى مرمى الاثم والجريمه والقتل والبطش والخروج عن مرمى ومسرى الحياه السويه
واصبحت نفوس خاويه من الصدق وخاليه من الايمان الذى يهذب وينقح ويلون داخلها باللون الماسى بلون الهدايه للطريق الى الله
واوجد الندم على العمر الذى ضاع عبثا، فى البحث عن سعاده مزيفه ،واتباع قوانين الغابه من وحشيه وهمجيه فى السطو على حقوق الغير واستحلالها وامتلاكها ظلما وجورا
نعم جاءت اللحظه التى نخافها والضيف الذى نتحاشى لقائه ،
فلاشئ سوى اننا نصبح ساعتها لاشئ
نصبح ذكرى وماضى
نصبح عبره لكل من يعتبر
نصبح ناقوسا يحذر اصحاب الخطايا ان افيقوا بان الموت قادم
نعم هذا هو الضيف الذى يجئ دون سابق انذار وبدون دعوه ،ياتى ليكون اخر زائر لك فى هذه الدنيا.
فلنتستقبل ضيفنا جميعا بالمراسم التى تليق به ،كى يكون اول معبر لنا للجنه .
ونتجمل لاستقباله بالحب لا بالكراهيه
وبالعدل لا بالظلم
بالرحمة لا بالغلظه والقسوه
بالقرب من الله لا بالبعد عنه
بالدين لا بالدنيا
بالعلم لا بالجهل
بالشكر لا بالجحود
بالعطاء والجودوالكرم لا بالشح ولا بالبخل
بنشر الحق فى ربوع عالمنا واقتلاع الباطل فى نفوسنا
تلك هى مراسم استقبال الموت ،ضيفنا وزائرنا المنتظر .
اطروحه فى التربيه البشريه
للكاتب والاديب ايمن غنيم