اطروحه بشريه
للكاتب والاديب ايمن غنيم
السلوك هو ترجمه فعليه وهو مراه حقيقيه لمشاعرنا الخفيه.
ودعونا ننطلق من هذه النقطه ،ليدرك كل منا دوره تجاه الاخر ويتحسب لما يفعله او ما يسلكه فى خضم وزحام الماديات التى ابتعلت واستهلكت وشوهت كل المعانى وابدلتها بمعانى صماء خاويه من احاسيس الولاء او الانتماء.
واصبحنا نعيش العزله والصحبه الخرساء مابين بعضنا البعض ،لاهمال تلك الجوانب المضيئه فى حياتنا ،ويمعن الاخرين فى قتل و دحض همم البعض ،
دون ان يعرفون انهم يقتلو اجمل مافيهم ويطمسون ملامح وهويه مابداخلهم من شفافيه
ويبحثون فقط عن العامل المشترك والسطحى بينهم ،دون الانغماس فى اعماق بعضهم البعض ومحاوله قراءه مابداخل بعضهم البعض ومحاوله التعرف على الاخر من واقع هو ادرى به من غيره .
والادراك والتحسب لكل ماهو غالى ونفيس لدى الاخر ومحاوله تدعيمه وتبنيه لكى يخرج الى النور وينطلق وباصرار نحو الافضل .
وذلك يدعم العلاقه السويه بين المجتمع الواحد او الاسره الواحده .كى لا نعيش العزله فى اتعس لحظاتها
ويعيش كل منا فى عالمه الخاص وبعيدا كل البعد عن المحبطين وكانهم لا يتواجدون فى حياتهم ،ومن هنا تاتى الازمات النفسيه مثل الاكتئاب والحيره والقلق والتوتر واحيانا الشرود الذهنى والاحساس باللامبالاه وعدم الاكتراث بمن حولك .
والمشكلات الاجتماعيه مثل الطلاق والانفصال الاسرى او التفكك العائلى فى اطار علاقات الاباء بالابناء والعكس والاخ باخيه والاخت باختها او هجره المنزل الاسري والبحث عن بدائل ربما تكون اماكن حميده او زميمه .
تلل هى الازمه
ففى غياب الفهم والاستيعاب من قبل الاب او الام لمهام مراحل النمو العقلى لدى اولادهم والتعامل بذكاء بما يتواكب مع ميولهم واختيارتهم وبما يتفق مع مهاراتهم ومواهبهم قد تكون هناك فجوه وهوه سحيقه بينهم البعض .مم يخلق نوع من الاستياء لدى الجانب الاخر فى استكمال المسيره التى ينهجها تاره ومابين الخروج عن نص هم يعتادونه فى تربيتهم او تنشئتهم عليه ،
فقط كنوع من الاستهجان او الامتعاض عن الارتضاء او الرضوخ نحت مظله فكرهم المتباعد والنائى عن مايدور فى عالمهم الخاص.
وبنفس القياس تكون العلاقه ببن الازواج بعضهم البعض فاذا فقدت العلاقه روح الفهم والاستيعاب لكل منهم الاخر حتما سيولد الجفاء والتناحر والتناقض وقد يبدا فى اطار الاستقلاليه بالفكر ثم القوقعه على النفس ثم فجوه تلو اخرى حتى يصيروا غرباء ان بعضهم البعض .
فانك ان اردت ان تحافظ على من تحب كابن او بنت او زوج او زوجه او اخ ،حاول ان تفهم وتستوعب ماهيته وكيانه وحاول ان تتعلم كيف نجاريه فيم يحب وفيما بهوى وفيما يتميز
حتما ستلتقى معه وبنجاح سوف توجز سنين من الفرقه والبعاد .وحتما ستجد لغه مشتركه حتى ان كنت تجهلها، واقصد طبيعه واطار فكره واسلوبه الذى ينهجه ،فتعلمها وان تطلب منك الكثير والكثير لانك ستكسب اعز واغلى ماتملك .
ان الحب والتفاهم هم وجهان لعمله واحده فى اطار التعامل الاسرى بكل مدلوله وبكل معاييره والتى تهدف اول ما تهدف الى الانطلاق فى الفضاء الرحب محلقين فرحين بالتعايش والمعيشه فى سلام وامان
.
وان وجد الحب بلا تفاهم لاتصح معادله الحياه ولا يمكن لها من نصيب التواجد سوى انها تتواجد كحيز فى فراغ اجوف من عطاء من مشاعر من حياه ذات روح
وان لم يتواجد التفاهم فى اطار العائله الواحده فانها مهدده بالانهيار والتفكك او حتى ادراجها تحت اسم لا حياه
لان الحياه الفعليه فى ان تشعر بنجاحاتك فى عيون من تحب وتشعر بالانتماء والولاء حتى وانت غير محق او غير منصف .فما بالك ان كنت منصف او محق .
ادعمو الحب بسلوك يخلده وانشرو الحب بين مفرادتكم وانهجو الحب فى كل لقاء يجمع بينكم ،واجعلوه لغتكم ومنهاج ودستور تعامل ليس فقط بين الاسره الواحده بل للمجتمع والوطن والدين تملكون الحياه .وتملكون زمامها ،وساعتها وفقط ستشعورون بميلاد الحب الذى يدعم كل تصر فاتكم ويقودها نحو الافضل لك ولمن تحب.
وهناك معادله متوازنه وهامه ضمن قناعتى وهى
الاهتمام بالفردوالوعى بطبيعته والادراك لما هو عليه هم اجمل ماتنتجه اى علاقه بشريه وهى احد دعائم اى علاقه بشريه
اى انها المدخلات والمخرجات للعلاقات البشريه معا .فما اجمل ان تكون وسيله ونتيجه فى ان واحد
اطروحه فى التربيه البشريه
للكاتب ايمن غنيم
--------------------------------------
------------------------